تحوّل السرايا في السنوات الأخيرة إلى مؤسّسة ثقافيّة منتجة ومتعدّدة الحقول الفنيّة، تشكّل منصّة للإبداع والتجريب وإنتاج المعرفة الأدائيّة والبصريّة. ويقع المسرح في البلدة القديمة في يافا داخل المبنى التاريخي الذي كان مركز الإدارة والحكم المحلّي في الحقبة العثمانيّة حتى مطالع القرن العشرين، قبل أن يتحوّل لاحقًا إلى مصنعٍ للصّابون لعائلة دِمياني.

منذ تأسيس المسرح عام 1998، راكم السّرايا تجربة إنتاجيّة واسعة، شملت عشرات الأعمال المسرحيّة الموجّهة للكبار والصغار، ليركّز في السنوات الأخيرة على مسرحة الأدب، ومسرح الشباب ويتحوّل إلى مساحة للتدريب والتمكين، بناء طواقم تعتمد على نفسها تقنيًّا وإبداعيًّا، وتؤسّس للاستقلاليّة الذاتيّة في أدوات العمل والخدمات التي يحتاجها الفضاء المسرحي.

وإلى جانب المسرح، توسّع المشروع المؤسّسي ليشمل إنتاجاتٍ وتدريباتٍ في مجالات: الأدب، الرقص المعاصر، الموسيقى، المهرجانات والبرامج الثقافيّة، ومؤخّراً، افتتحت المؤسّسة فضاءً جديدًا للفنون البصريّة، هو جاليري المطحنة داخل مطحنة القمح التاريخيّة في طريق سَلَمة.

يعمل السرايا اليوم، من خلال فضاءَي المسرح والمطحنة، يقدّم من خلالهما إنتاجات السرايا للجمهور، ويستضيف أعمالاً فنية من مختلف أنحاء البلاد ضمن برنامجٍ ثقافيّ أسبوعيّ موجّهٍ للجمهور العام، كما يجوب السرايا البلاد بإنتاجاته عبر جولات عروضٍ منظّمة، ويُفعّل ويؤسّس لشبكة تعاوناتٍ مستدامة مع مؤسّساتٍ فنّية ومهرجانات في البلاد وخارجها.